الخميس، 13 مايو 2010

بقلم جعفر عبد الكريم الخابوري

لإدارة الأميركية لم تزل أسيرة الإرادة الصهيونية


ونحن في أجواء الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين التي اعتاد العرب الأقحاح على إحيائها بكثير من الحزن والأسى في الخامس عشر من أيار في كل عام، أرى ضرورة العودة قليلاً إلى الوراء والتوقف عند تاريخ الثاني من نيسان 2008. ففي ذلك اليوم المشؤوم صادق مجلس النواب الأميركي على قرارٍ وَقَفَ وراءه عدد من عتاة تيار المحافظين الجدد المتصهينين، دعا إلى حل ما سُمي زوراً وبهتاناً "قضية اللاجئين اليهود في الأقطار العربية" في إطار تسوية السلام التي قد يتم التوصل إليها بين الفلسطينيين والصهاينة في المستقبل. وتحدث القرار عن تعويضات مالية لأكثر من 850 ألف يهودي ادعى واضعوه أنه قد "تمت مصادرة أملاكهم وأراضيهم" من قبل حكومات الأقطار العربية التي كانوا يعيشون فيها، بعد مغادرتهم لها إلى الكيان الصهيوني عن طيب خاطر ودون إكراه.

لا شك أن قرار مجلس النواب الأميركي ذاك جاء يومها في سياق "سياسة ازدواجية المعايير والمواقف" الأميركية المتعلقة بمسألة الصراع العربي ـ الصهيوني وبالأخص القضية الفلسطينية، والهادفة بالنتيجة إلى إسقاط حق العودة عن اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم الصهيونية العالمية في شتات الأرض، بتآمرٍ وتواطؤٍ مع كل الغرب وجزءٍ من الشرق. والقرار وإن لم يتكئ إلى سند قانوني دولي يضفي عليه صفة الإلزام الضرورية وإن كان لا يعدو عن كونه قراراً سياسياً أميركياً داخلياً اعتباطياً، إلا أن المحافظين الجدد قصدوا من وراء صياغته وإقراره في تلك المرحلة استباق أي حديث جدي عن سلام مزعوم بين الفلسطينيين والصهاينة، لغرض فرض مقايضة بين حق العودة للاجئين الفلسطينيين وما يُسوق داخل الكيان الصهيوني على أنه "قضية لاجئين يهود" غادروا الأقطار العربية إلى فلسطين المحتلة.

من الجدير ذكره أن ذلك القرار لم يكن أول "المكرمات" التي اعتادت العقول الهدامة لأركان إدارة المحافظين الجدد في واشنطن آنذاك بزعامة الرئيس الأميركي السابق الأرعن جورج بوش الإبن على "إتحافنا" بها بين الحين والآخر، بهدف خدمة الكيان الصهيوني ومخططاته الشيطانية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص الوطن العربي، وبهدف خدمة التطابق القائم بين سياسات هذا الكيان وسياسات الولايات المتحدة، وإن من السذاجة الاعتقاد بأنه سيكون آخرها.

بقلم جعفر عبد الكريم الخابوري

لإدارة الأميركية لم تزل أسيرة الإرادة الصهيونية


ونحن في أجواء الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين التي اعتاد العرب الأقحاح على إحيائها بكثير من الحزن والأسى في الخامس عشر من أيار في كل عام، أرى ضرورة العودة قليلاً إلى الوراء والتوقف عند تاريخ الثاني من نيسان 2008. ففي ذلك اليوم المشؤوم صادق مجلس النواب الأميركي على قرارٍ وَقَفَ وراءه عدد من عتاة تيار المحافظين الجدد المتصهينين، دعا إلى حل ما سُمي زوراً وبهتاناً "قضية اللاجئين اليهود في الأقطار العربية" في إطار تسوية السلام التي قد يتم التوصل إليها بين الفلسطينيين والصهاينة في المستقبل. وتحدث القرار عن تعويضات مالية لأكثر من 850 ألف يهودي ادعى واضعوه أنه قد "تمت مصادرة أملاكهم وأراضيهم" من قبل حكومات الأقطار العربية التي كانوا يعيشون فيها، بعد مغادرتهم لها إلى الكيان الصهيوني عن طيب خاطر ودون إكراه.

لا شك أن قرار مجلس النواب الأميركي ذاك جاء يومها في سياق "سياسة ازدواجية المعايير والمواقف" الأميركية المتعلقة بمسألة الصراع العربي ـ الصهيوني وبالأخص القضية الفلسطينية، والهادفة بالنتيجة إلى إسقاط حق العودة عن اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم الصهيونية العالمية في شتات الأرض، بتآمرٍ وتواطؤٍ مع كل الغرب وجزءٍ من الشرق. والقرار وإن لم يتكئ إلى سند قانوني دولي يضفي عليه صفة الإلزام الضرورية وإن كان لا يعدو عن كونه قراراً سياسياً أميركياً داخلياً اعتباطياً، إلا أن المحافظين الجدد قصدوا من وراء صياغته وإقراره في تلك المرحلة استباق أي حديث جدي عن سلام مزعوم بين الفلسطينيين والصهاينة، لغرض فرض مقايضة بين حق العودة للاجئين الفلسطينيين وما يُسوق داخل الكيان الصهيوني على أنه "قضية لاجئين يهود" غادروا الأقطار العربية إلى فلسطين المحتلة.

من الجدير ذكره أن ذلك القرار لم يكن أول "المكرمات" التي اعتادت العقول الهدامة لأركان إدارة المحافظين الجدد في واشنطن آنذاك بزعامة الرئيس الأميركي السابق الأرعن جورج بوش الإبن على "إتحافنا" بها بين الحين والآخر، بهدف خدمة الكيان الصهيوني ومخططاته الشيطانية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص الوطن العربي، وبهدف خدمة التطابق القائم بين سياسات هذا الكيان وسياسات الولايات المتحدة، وإن من السذاجة الاعتقاد بأنه سيكون آخرها.

الأربعاء، 12 مايو 2010

للشهيد القائد جمال منصور

ي رثاء الجمالين من خلف القضبان في ذكراهم الثانية



بقلم / الأسير القساميّ : عمار حماد الزبن - سجن بئر السبع :

لست أدري عن بكاء الأقلام شيئاً ، فلم تعهد سطوري حدثاً يستوجب ذلك ، لكنني الآن و اللحظة أسطّر أشجاني المتفجرة بماء عيني و ما تبقى من ذاكرة و أترك الطريق ليراعي ليخطّ معاني الألم و الحزن ممزوجاً بالفخر و الرضا و الذاكرة ، على من ترجّلوا هناك في نابلس النار حيث عناق السماء للجمالين في عرس شهادة رائع "جمالنا المنصور و سليمنا الجمال" .

أي الحكايا هما ، ليت شعري كيف أبدو و أنا عاجز عن التعبير ، تقف الكلمات تائهة متحشرجة تأبى الخروج ، لكنها الذكريات توقِظ حنيناً تدفق تلاطفه ابتسامة شيْخينْا الشهيدين ، و أقصى العواطف عنفواناً تلك التي تغزوك في السجن فتحيل الواقع إلى الغائب و تمحو لوحة التواصل المعاش إلى تاريخٍ كان بالأمس فكم هو فظيع أن تفجع بمن أحببت منذ الصغر ، و كم هو رهيب أن يقتلك القيد فتجلس عاجزاً بين أسوار سجنك تأكل القهر و تلوك الصمت بين فكّيك ، و تعود إلى الوراء مع الذكريات تفتّش في عمق صدرك و الذاكرة عن أجزائك التي جمعها شكلك الحاضر ، أذكر و ما نسيت أنني مفردة صغيرة في معجمهم و هم الشهيدان البحران و أنا الجزء من واحتهم الخضراء أنبتت زهراً و إقحواناً لا ينضبُ عطره و عطاؤه ولا يبلى ورقه ، أذكر جيشاً من الكلمات العاصفة صنعت جيلاً من التجديد يحمل خارطة العلم في صدره من سلمة إلى الدامون ، و يرسم صورة الإسلام العظيم و يخط على وجه التاريخ ما عجزت عنه الأجيال . كلمات نشأت و ترعرعت في جامعتهم تحمل فكراً و تربية و جهاداً ، أذكر كلما صحوت من صمتي صرخة أبا بكر المنصور : "إنّ منطقنا في منطق القوة و ليس في قوة المنطق وحده" .

أذكر كلما قَلبت العزة في موطنها فأراه يخطب الآلاف عن شهيد المارينز في لبنان فتلا عليهم آيات النسف ، فترتج الأرض من وقع كلماته ، أذكره يرثي العياش في ثمانين ألفاً من أحبائه فتقع الكلمات زلزالاً في أفئدة أحبّتهم فتحيي في النفوس ألف عياش و عياش ، و هل يغيب الفكر لحظة عن الذي أحيى جيلاً من المجاهدين يملأون ما بين النهر و البحر ، أذكره و أبا مجاهد السليم في عرس شقيق الشهيد يعلن مباراة العرب في عهد الإسلام بأنها السباق للشهادة "منا شهيد و منكم شهيد" .

أذكره كالصقر في معمعان المعركة يتوسّطنا في صحراء النقب يشعِل نور الدعوة في النفوس و يحنو علينا حنوّ الخطاب في حنينه . و يحي كيف تبدو قسوة الغدر عندما تقترب من العظماء و كيف تغدو أشباه الرجال معربدة .. آه من الأيام التي صنعت حدث اليوم و ويل شُذّاذ الآفاق من التاريخ و ويح قيدنا الجالس على أعتاب أحزاننا أيكون الرحيل .. و هكذا ؟؟ ، أم أن الكبار تأبى السماء إلاّ أن تستقبلهم هكذا عظماء في حياتهم و رحيلهم .

ما مات و حق ربي ، من ظن العظماء تموت ؟ ، و جهل بحمقه أن الأفكار تحيى برحيل صنّاعها فما عساه فاعلاً في أطنان من عزم تلألأت في النفوس ، تغذّيها قطرات الدم التي سالت هناك حيث الجمالين الجملين .

أيا صمتي تفجّر في زنزانتك اللئيمة أهان عليك الوداع ؟ .. أم طاب صمتك على وقع الصواريخ ؟ تحرّكي يا روحي حيث تسجّى الجثامين المسجاة هناك و مثواها علّيين ، و اتلُ "يحيا المريدين و التلامذة و عاش الشيوخ فلا نامت أعين الجبناء" .

الاثنين، 10 مايو 2010

احصائيه

free counters

النبي محمد ابن عبدالله )صلى الله عليه وآله وسلم(

ولادته

قال أبوعلي الفضل بن حسن الطبرسي، ولد رسول الله (ص) بمكة المكرمة، شرفها الله تعالى، يوم الجمعة عند طلوع الشمس السابع عشر من ربيع الأول عام الفيل، ثم اختلفوا، فمن قائل لليلتين من ربيع الأول ومن قائل لعشر خلون منه وقيل لإثنتي عشرة ليلة وذلك لأربع وثلاثين سنة وثمانية أشهر مضت من ملك كسرى أنوشيروان والأولى أصح.


وفاته

قال الصادق عليه السلام: لما حضرت النبي (ص) الوفاة جعل يغمى عليه، فقالت فاطمة عليها السلام: واكرباه لكربك يا أبتاه ففتح عينيه وقال: لا كرب على أبيك بعد اليوم، ثم قبض (ص) لليلتين من صفر سنة إحدى عشر للهجرة ودفن (ص) بالمدينة المنورة.


عمره


عاش (ص) ثلاث وستين سنة، منها مع جده عبد المطلب ثماني سنين، ثم كفله عمه أبو طالب بعد وفاة جده وأقام بمكة بعد البعثة ثلاث عشر سنة وفي المدينة المنورة عشر سنين.


نبوته
وأما نبوته (ص) فامتدت إلى ثلاث وعشرون سنة منها ثلاثة عشر سنة أقامها بمكة المكرمة وعشر سنين بالمدينة المنورة.


ألقابه

أشهرها من الأسماء والألقاب: محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب والشاهد والبشير والنذير والداعي والسراج المنير ونبي الرحمة ونبي الملحمة والضحوك والقتال والمتوكل والقثم والفاتح والأمين والخاتم والمصطفى ونبي التوبه وأبو القاسم.


أصحابه

أما أصحابه فهم: علي وإبناه عليهم السلام وحمزة بن عبدالمطلب وجعفر بن أبي طالب عليه السلام وسلمان الفارسي وأبوذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وابن مسعود وبلال الحبشي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبدالله بن الأرقم والزبير بن العوام، وحاجبه أنس بن مالك، وحارسه سعد بن معاذ، وشاعره كعب بن مالك، ومناديه بن طلحة، ورسله حاطب بن أبي بلتعة وشجاع بن وهب ودحية الكلبي وسليط بن عمرو.


أبوه

أبوه (ص) هو عبدالله بن عبدالمطلب وإسمه شيبة الحمد بن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وروى أنه (ص) قال: إذا بلغ نسبي إلى عدنان فامسكوا.


أمه

وأمه (ص) هي: آمنه بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وقيل أنها عليها السلام ماتت وعمر نبينا (ص) ست سنين.


زوجاته

زوجته هي: خديجة بنت خويلد عليها السلام وأنها أول إمرأة تزوجها الرسول (ص). ولدت سنة 68 قبل الهجرة من بيت مجد وسؤدد ورياسة، وأيضا ماريا القبطية أم إبنه ابراهيم، وبعد البعثة تزوج بعائشة بنت الخليفه أبي بكر، وتزوج بحفصة بنت الخليفة عمر بن الخطاب. وسودة بنت زمعة وأم سلمة وزينب بنت جحش وصفية بنت حي إبن أخطب، ولم تنجب له إلا خديجة.


أولاده

أما أولاده (ص) لم يختلف أحد في أن كلهم بنات من خديجة عليها السلام، وأجمعوا على أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وأكبرهن زينب تزوجها أبوالعاص بن الربيع ابن أخت خديجه عليها السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام تزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام وانحصرت ذريته فيها، ورقية وأم كلثوم وأجمعوا على أنها ولدت له إبناً يسمى القاسم وهو أكبر ولده مات بمكة وقيل ولدت له عبدالله مات صغيراً وكان يقال له الطيب والطاهر، وقال البلاذري أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه.

الأحد، 9 مايو 2010

المقاو مه الا سلا ميه البطله

النبي محمد ابن عبدالله )صلى الله عليه وآله وسلم

ولادته

قال أبوعلي الفضل بن حسن الطبرسي، ولد رسول الله (ص) بمكة المكرمة، شرفها الله تعالى، يوم الجمعة عند طلوع الشمس السابع عشر من ربيع الأول عام الفيل، ثم اختلفوا، فمن قائل لليلتين من ربيع الأول ومن قائل لعشر خلون منه وقيل لإثنتي عشرة ليلة وذلك لأربع وثلاثين سنة وثمانية أشهر مضت من ملك كسرى أنوشيروان والأولى أصح.


وفاته

قال الصادق عليه السلام: لما حضرت النبي (ص) الوفاة جعل يغمى عليه، فقالت فاطمة عليها السلام: واكرباه لكربك يا أبتاه ففتح عينيه وقال: لا كرب على أبيك بعد اليوم، ثم قبض (ص) لليلتين من صفر سنة إحدى عشر للهجرة ودفن (ص) بالمدينة المنورة.


عمره


عاش (ص) ثلاث وستين سنة، منها مع جده عبد المطلب ثماني سنين، ثم كفله عمه أبو طالب بعد وفاة جده وأقام بمكة بعد البعثة ثلاث عشر سنة وفي المدينة المنورة عشر سنين.


نبوته
وأما نبوته (ص) فامتدت إلى ثلاث وعشرون سنة منها ثلاثة عشر سنة أقامها بمكة المكرمة وعشر سنين بالمدينة المنورة.


ألقابه

أشهرها من الأسماء والألقاب: محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب والشاهد والبشير والنذير والداعي والسراج المنير ونبي الرحمة ونبي الملحمة والضحوك والقتال والمتوكل والقثم والفاتح والأمين والخاتم والمصطفى ونبي التوبه وأبو القاسم.


أصحابه

أما أصحابه فهم: علي وإبناه عليهم السلام وحمزة بن عبدالمطلب وجعفر بن أبي طالب عليه السلام وسلمان الفارسي وأبوذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وابن مسعود وبلال الحبشي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبدالله بن الأرقم والزبير بن العوام، وحاجبه أنس بن مالك، وحارسه سعد بن معاذ، وشاعره كعب بن مالك، ومناديه بن طلحة، ورسله حاطب بن أبي بلتعة وشجاع بن وهب ودحية الكلبي وسليط بن عمرو.


أبوه

أبوه (ص) هو عبدالله بن عبدالمطلب وإسمه شيبة الحمد بن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وروى أنه (ص) قال: إذا بلغ نسبي إلى عدنان فامسكوا.


أمه

وأمه (ص) هي: آمنه بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وقيل أنها عليها السلام ماتت وعمر نبينا (ص) ست سنين.


زوجاته

زوجته هي: خديجة بنت خويلد عليها السلام وأنها أول إمرأة تزوجها الرسول (ص). ولدت سنة 68 قبل الهجرة من بيت مجد وسؤدد ورياسة، وأيضا ماريا القبطية أم إبنه ابراهيم، وبعد البعثة تزوج بعائشة بنت الخليفه أبي بكر، وتزوج بحفصة بنت الخليفة عمر بن الخطاب. وسودة بنت زمعة وأم سلمة وزينب بنت جحش وصفية بنت حي إبن أخطب، ولم تنجب له إلا خديجة.


أولاده

أما أولاده (ص) لم يختلف أحد في أن كلهم بنات من خديجة عليها السلام، وأجمعوا على أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وأكبرهن زينب تزوجها أبوالعاص بن الربيع ابن أخت خديجه عليها السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام تزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام وانحصرت ذريته فيها، ورقية وأم كلثوم وأجمعوا على أنها ولدت له إبناً يسمى القاسم وهو أكبر ولده مات بمكة وقيل ولدت له عبدالله مات صغيراً وكان يقال له الطيب والطاهر، وقال البلاذري أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه.



رسول الله محمد (ص)، كما قال عنه علماء ومفكرين وزعماء مستشرقين من العالم...

وصف الرسول الأكرم (ص)....

صحيفة الو قت البحرينيه

على الوتر
رسائل الأربعاء: حماقة السعيدي؛ وانتفاضة مراد..
لميس ضيف
لميس ضيف
هي ليست المرة الأولى التي يتشارع فيها النائب السعيدي مع زملائه النواب - أو- يسقط ويكفر ويخون مناوئيه؛ ولن تكون الأخيرة بالطبع.. ولطالما ترفعنا في زاويتنا عن تناول مواقف النائب المجانية وتهمه المعلبة وشقلبته البهلوانية لأن أوراق الرجل محروقة ومكشوفة ولا حاجة لهدر الوقت والحبر على تفنيدها.. ولكن موقفه المخزي من أملاك الدولة المهدورة؛ وتهجمه على النائب عبدالحليم مراد وأمثاله الذين وصفهم "بالخوارج وناشري الفتن وخونة الوطن" استرعى منا وقفة نختزلها في أسطر فنحن لا نريد أن نعطي الرجل - سلمه الله وسلم البحرين منه- أكبر من حجمه..
النائب السعيدي، ومنذ أن خرج تقرير أملاك الدولة بما يحمله من فضائح وفظائع، لم يستطع - وهو رضيع ضرع السلطة - أن يتخذ موقفاً عادلاً ينتصر فيه للشعب وحقوق الأجيال القادمة. ولم يستطع -كذلك- أن يلتزم الصمت وهو يسمع أوصال المفسدين تتقطع بما يرشق عليهم من تهم.. فلجأ لتصريحاته التي خبا بريقها ولتهمه التي فقدت كل مصداقيتها.. وغرس هذه المرة مخالبه حتى في النواب الذين يمثلون طائفته وخطه.. ليثبت بذلك، بما لا يدع مجالا للشك، ما ادعيناه دوماً وأبداً، أن السعيدي لا يمثل الطائفة السنية الكريمة ولا يذود عن حياضها ويحارب أعداءها كما قدم ويقدم نفسه.. بل هو يمثل نفسه كموظف علاقات عامة مهمته صرف الرأي العام عن الكبائر؛ وتقزيم التجاوزات؛ وقذف كل من تسول له نفسه تمثيل الشعب بجدية في البرلمان..
إن تصريحات السعيدي النارية لم تحرق هذه المرة إلا وجهه.. فالشعب يعي أن تبديد أملاك الدولة جريمة في حق كل الطوائف والأعراق؛ وجريمة في حق البحرينيين الأحياء والذين مازالوا في الأرحام بعد.. وليعلم كل المتخاذلين والمتزلفين وماسحي الجوخ <>من نواب ومشايخ وكتاب ومسؤولين>> أن الشعب - وإن تلهى بالطائفية يوماً عن حقوقه- فإن غفلته لن تطول؛ ولن يسامحكم على استغفالكم وتسويفكم لحقوقه.. فسريعاً سيكتشف عباس أن جوعه يشبه جوع عبدالرحمن، وستكتشف عائشة أن همها يطابق هم خديجة؛ وسينقلب السحر على الساحر وانتظروا..
فإنا معكم منتظرون..

******
«العيال عيالكم»..
-------------------
نجدة سمو رئيس الوزراء لطلبة الجامعات الخاصة حفزت طلبة البحرين بالخارج لمناشدة سموه بالتوجيه للإسراع في تصديق شهاداتهم أيضا.. فهؤلاء ابتعثتهم التربية لجامعات - يفترض- أنها على علم بمستواها وبالتالي فلا داعي ولا مبرر للمماطلة في تصديق شهاداتهم وتعطيل حياتهم..
في هذا الإطار أسوق فكرة لا شك لن تروق لخريجي الجامعات؛ ولكن اقتراحها ينبع من الحرص على أن تكون للشهادات قيمتها وأن تكون للألقاب العلمية هيبتها؛ في المقترح نوصي التعليم العالي بتصميم امتحان تحديد مستوى يُشترط لمصادقة الشهادة اجتيازه.. فبقدر ما نتمنى أن تحل مشكلة كل الطلبة ويرفع الهم الجاثم على قلوبهم إلا أننا لا نريد لسوق العمل أن يغرق بشهادات ترادف المال ولا ترادف العلم والمعرفة..
والقضية بين أيديكم و>>العيال ترى عيالكم>>..

********
واقتراح آخر..
--------------
قرار بحرنة الوظائف القضائية، والذي جاء بناء على دفع مباشر من جلالة الملك، لا شك في أنه قرار حكيم ويُبشر بعصر جديد في المحاكم البحرينية المهترئة. ونحن لاشك ممنونون للقرار لأننا - كشعب- نطمح في أن تذهب الوظائف القيادية والحساسة لأبناء هذه الأرض الذين لن يفقه في قضايانا وتحدياتنا سواهم؛ ولن نجد من يفوقهم حرصاً على مصالح البلاد وأهلها..
البادرة طيبة.. ولربما ستصبح البحرين أولى دول الخليج التي توطن مهنة القضاء وتنهي عقود الوافدين. ولكننا - رغم ابتهاجنا بالتوجه نقول- نرى أن الطاقات البحرينية المؤهلة للعب هذا الدور مازالت غضة طرية.. تتشح بالعزيمة والمبدأ والعلم النظري نعم؛ ولكنها تفتقر للخبرة الكافية في الحقل القانوني والقضائي.. في هذا الإطار نقترح أن لا تتعجل وزارة العدل في التخلص من القضاة العرب الموجودين حالياً بل تحتفظ بهم كمدربين ومراقبين وموجهين لفترة معلومة.. وهو اقتراح نتمنى من المعنيين دراسته بجدية.

بقلم لميس ضيف

على الوتر
مقال للنشر بعد 25 عاماً..
لميس ضيف
لميس ضيف
الأحد.. 3-ابريل- 2035

لسبب ما؛ ذكرني مقتل محمد جمعة الذي اختطف أمس الأول من على باب بيته وألقيت جثته في الهملة بحادثة قديمة وقعت في ابريل من العام 2010 في مدرسة القائد " كانت آنذاك تسمى بمدرسة الرفاع قبل أن يقرر سعادة وزير التربية د.شهاب زيدان تغيير اسمها".. فالاحتكاكات بين حديثي الجنسية وزملائهم البحرينيين كانت قد بدأت قبل أكثر من عقدين ولكنها لم تكن قد وصلت للمستوى الدموي الذي وصلت له اليوم.. كانت لا تعدو حينئذ مناوشات تستخدم فيها العصي والحجارة والسكاكين العادية وكان العراك ينتهي عادةً في المستشفى لا على مصطبة غسل الموتى..!

الاصطفاف في تلك المرحلة كان طائفيا؛ وكنا في البلاد غرقى حتى العنق في هلوسات العداء المذهبي الذي كانت تغذيه جهات معروفة لأسباب معروفة؛ وقد خسرنا الكثير من مقدرات الشعب في تلك المرحلة لأن الكثير من خيراتنا كانت - تُهدر- ونحن منشغلين في "مناقرة" بعضنا؛ وكان التجنيس بشراهة بدعم من تيارات سياسية هي ذاتها من يملأ الدلاء بالدموع اليوم على ويلات التجنيس!!

حمداً لله أن تلك المرحلة قد طويت؛ وأدرك البحرينيون أن الاختلاف المذهبي المفتعل لا يجر إلا الوبال ولا يخدم إلا المسترزقين من ورائه.. ولكننا خرجنا من حفرة لنقع في حفرة أعمق وأحلك ظلمة.. فدونما إرادة منا أو تخطيط أعدنا أحياء مصطلح المواطنين الأصليين الذي خبا بريقه قبيل الألفية الجديدة ثم عاد بشكل أكثر زخماً بعد أن اتسعت رقعته لتشمل كل البحرينيين -عدا- أولئك الذين جنسوا لأهداف سياسية في الـ30 عاما الماضية.. وبهذا استبدلنا تشطير المجتمع المذهبي بتشطير آخر عرقي وفئوي لا يقل عن ما كان خطورة..

هل أخطأنا آنذاك بالتأسيس لما نراه اليوم من عنصرية في البحرين؟
من قتل محمد جمعة وقبله سليمان القبلان ومن قتل محمد وجدي وخليفة إبراهيم والشاب علي عبدالله وغيرهم ممن سقطوا ضحايا لسلسلة حوادث الثأر التي فجرها مقتل الفتى خليفة (13 سنة) الذي توفي قبل عامين إثر شجار أفضى للموت؟

نريد أن نخلي ساحتنا من المسؤولية.. ونريد أن نقول أن الجريرة هي جريرة من جنس في تلك الحقبة - لا المفكرين والمبدعين والمستثمرين- بل نوعيات متواضعة لا ميزة لها إلا أنها جاهلة طيعة؛ أو هكذا بدت وقتها.. نوعيات هجرت أوطانها لدواعي معيشية، لتستثمر هنا لدواعي سياسية، ولنصب نحن جام غضبنا عليهم لأنهم زادوا فرصنا الوظيفية ضيقا وخطفوا منا مساكننا وضغطوا على خدماتنا الصحية التي كانت مجانية آنذاك..

لا تثريب علينا إن كرهنا التجنيس حتى الثمالة.. وكان على البحرينيين الجدد أن يتفهموا موقفنا، لا أن يبادلونا العداء ويصعدوه ضدنا، لأننا لو ذهبنا لبلدانهم ومُنحت لنا خيراتهم لتعاملوا معنا كدخلاء وعادين - تماماً- كما فعلنا معهم حينها..
كان ذلك منذ وقت طويل على أية حال.. وقد أصبح هؤلاء اليوم جزءاً من نسيج المجتمع يمثل ما لا يقل عن ثلثه.. والأجيال الجديدة من أبناء البحرينيين الجدد، والتي لم ترَ أرضاً سوى البحرين، لا تفهم جُل ما نقول ولا ترى إلا أننا نضطهدهم وننبذهم وهو ما يسوغ لهم استخدام العنف كمسرب لما في نفوسهم من غضب واحتقان..

الجريمة الأخيرة هزتنا؛ وستعقبها جرائم جديدة شئنا أم أبينا فسبحة العنف في البلاد قد كرت ولا مناص من مواجهة الواقع..
إن الذين جرونا لهذا المنزلق ذهبوا- وتركوا لنا إرثاً من المعضلات التي نحتاج أن نتجاوزها قبل أن تتجاوزنا.. ولتكن البداية بنشر ثقافة تقبل الآخر ورفض التمييز بكل ألوانه.. فلا خيار لدينا إلا التعايش.. أو التصادم وهدر الأرواح والله من وراء القصد..

التخلف عن “شعار الإصلاح” أسقط قيمته.. بعد دفنه لابد من سحبه

التخلف عن “شعار الإصلاح” أسقط قيمته.. بعد دفنه لابد من سحبه
برمجة zmzmzm
Rate This

Quantcast

تحدث سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة 30-4-2010 عن شعار “الإصلاح” وسلط الضوء على التخلف عملاً عن هذا الشعار مما أدى إلى إسقاط قيمته.

اسحبوا الشعار
رُفِعَ شعار الإصلاح رسمياً في البحرين بقوة، وحُفَّ بحملة إعلامية صاعدة متواصلة لم تتراجع ولم تخُف، وإن خَفَّت وقتاً تجددت قوية في كثيراً من المناسبات، وكأن الإصلاح أصبح في البحرين – كما يوهم الإعلام – سياسة رسمية تعض عليها الحكومة بالنواجذ وتنال منها احتراماً واهتماماً ليس فوقه احترام ولا اهتمام، والشعارات من حق الناس أن يحاسِبوا عليها أهلَها، وعلى صدقهم معها ودرجة وفاءهم والتزامهم بها، وإذا وجد الناس المفارقة لها عند أصحابها واسعة فاحشة ثابتة مقيمة، تحولت هذه الشعارات إلى نكتة وسبباً للفكاهة والتندر، وحينئذٍ فالأولى – مع هذه المفارقة ونتيجتها – أن يسحب الشعار نهائياً وتطوى صفحته في الإعلام، لأنه لو أريد منه التسلية أو التغرير فانفضاحه بصورة عملية جلية يسقط قدرته على المغالطة، فإما شعار وصدق و التزام أو تخلي وسحب للشعار.

شعار الإصلاح قد بلغ التخلف عنه عملاً الحد الذي اسقط قيمته، فما للإعلام وترديد هذا الشعار؟ وما لبقاء هذا الشعار والحكومة لا تقبل شيئاً من المحاسبة على أساسه ولا صوتاً يطالب بتفعيله؟

إصلاح؟! ودستور غير متوافق عليه ولا طريق لتعديل شي من مواده؟ وما أكثر مواده التي تحتاج إلى تعديل.
إصلاح؟! وتمييز بغيض في أصغر وظيفة حتى تشكيل الوزارة؟
إصلاح؟! وتجنيس سياسي مدمر لوحدة الشعب، وعلى حساب حاجاته وضرورته وغذاءه وسكنه ودوائه؟ وما يسببه فعلاً من إخلال بالأمن وتعديات على المواطنين من الموطَّنين كرهاً على الشعب وإرغاما لأنفه؟
إصلاح؟! والأوضاع الأمنية لا تهدء ولا تستريح لتعدد ألوان الفساد وما يسببه ذلك من ردات فعل على مستويات؟
إصلاح؟! ومثل ما يسمى بقضية البندر تمر بل تدفن بلا محاسبة ولا معاقبة ولا إجراء رادع بل مع التكريم والتبجيل والجوائز؟
إصلاح؟! ومساحات شاسعة من أرض يشح بها على أهلها من المحتاجين وهي من الله عز وجل لهم وتنقل من الملكية العامة المثبتة بالوثائق إلى ملكية عدد قليل من المترفين الذين يحيرون بثرواتهم الطائلة؟
إصلاح؟! وأملاك الدولة تؤجر على المتبذخين بما أُجْرَتُهُ عشرات الألوف وأكثر من الدنانير بدينار واحد ودينارين؟
إصلاح؟! والفساد الخلقي، عار الدعارة والفحش وتجارة البغاء، قد عظم بما جعله يكبر أن يطرح في جلسة علنية للنيابي حتى على من لا يرون في هذه الأمور الفاضحة عاراً؟ وهذا حال ما ناله التوثيق من مساحة محدودة، فكيف بما لم يطله تحقيق؟ وكيف بما يعيث من هذا الفساد في كل الساحة؟
إصلاح؟! وظاهرة المتأنثين تفرض نفسها على البلد الطاهر؟ وظاهرة المترجلات تبارز الدين والخلق والحياء وسلامة الذوق في أروقة المدارس وساحاتها وترعب السويات من الفتيات؟
إصلاح؟! و مواجهات أمنية ساخنة مع مناطق آمنة من مناطق الوطن وكأنها قد احتلت من أجنبي؟ وترويع لأبنائها بلا تفريق؟ وذلك عاد أصلاً لتوقف الإصلاح.
إصلاح؟! ووعود المشاريع الإسكانية تبقى حبراً على ورق لسنوات والمشكلة السكانية في تفاقم وإذا كان إسكان فللمجنس أما نصيب المواطن الانتظار القاتل والتسويف تلو التسويف حتى اليأس؟
إصلاح؟! ومجلس نيابي يضاد مضادة تفشله وتفرغه من كل معناه ومحتواه بعد أن كان محتواه أصلا ضئيلاً ضئيلا؟
إصلاح؟! ومجلس نيابي يعطل دوره مجلسٌ يعمل بالوكالة عن الحكومة؟
إصلاح؟! ومجلس نيابي لا رأي له في تشكيل الحكومة ولا استمرارها ولا حق له في مسائلة رئيسها ولا يملك إسقاط وزيراً مفسداً من وزرائها؟
إصلاح؟! وملفات تثار وتشبع بحثاً وكلاماً ويبلغ فيها الحديث قمته وتنصب عليه الوعود بالحل ثم تعود نسياً منسياً وتموت إلى الأخير؟.

الصحيح أنه ما جمد الإصلاح فيجب تجميد شعاره، وما ألغي الإصلاح فيجب أن يلغى شعاره، ولو حيي الإصلاح صح إحياء شعاره. وبعد أن دفن الإصلاح لا بد إن يسحب الشعار.

نصيحة للحكومة
تقدم وعي الناس وارتفع مستوى الإرادة عندهم في كل مكان، وتفتح الفهم وزادت ثقافة الحقوق والتمسك بقيمة الحرية والكرامة وقطعت كل المجتمعات أشواطا بعيدة في هذه الأصعدة والمساحات، ولم تعد مغالطات الحكومات لشعوبها مجدية، ولا الحملات الإعلامية المكثفة كافية للإغفال عن بعض الحقوق بالخصوص، والوعود لا تملك أن تقنع ما لم يصدقها العمل، وقد تغري بالمطالبة أكثر مما تلهي، وقد تلفت أكثر مما تصرف، والحكومات التي تحب التعب لنفسها وشعوبها تعرف الطريق إلى ذلك، وتسلك الظلم وتتعسف في كل الأمور، وتجور على الثروة والإنسان والدين والدنيا، وتعمل بالبطش، وتسلط السيف على الرقاب، وتملأ السجون، وكل ذلك لا يهديها شيئا في ظل تنامي الوعي والشعور بالحق والكرامة ونهوض الإرادة وعشق الحرية والانعتاق. وهذه أمور تتنامى في الشعوب في اليوم الواحد فضلاً عن الشهر والسنة ووضع السياسة إلى إي شعب في خانة ما قبل ستين وسبعين سنة إدراك سيئ وتفكير غبي في الأمور.

الحكومة التي تبحث عن حياة الإستقرار والإطمئنان لها لا بد أن تبحث عن ذلك أولاً لشعبها، وأن تعرف أين وصل هذا الشعب من وعي الذات والحق والكرامة، وماذا تغير في مستوى توجهه وإرادته وإعتزازه بحريته وإصراره على تحقيق ذاته، وأن تحترم عملاً المكانة المتقدمة الجديدة التي صار يتبوؤها، وأن تحمل احتراما لإنسانية الإنسان أساساً ولا تتغافل، وذلك من أجل أن تحسن التعامل مع شعبها، ويمكن له أن يتعامل معها التعامل المقبول، إن الاحتماء بتكديس الثروة لا يجدي، وإن الاحتماء ببطش القوة لا ينفع، وإن شراء مودة الخارج لا يغني، وإن التوسل بالإعلام الزائف والأقلام المأجورة والذمم الرخيصة لا ينقذ، وكل ذلك وأضعاف مضاعفة من مثله وشبهه لا يقوم اليوم مقام رضا الشعوب ومودتهم. وهذا الرضا والمودة؛ لم يعد الالتفاف على الحقوق والدعاية الإعلامية المكبرة والكلمات البراقة والشعارات المغرية الفارغة قادرة على تحقيقهما.

ما يحقق هذه المودة والثقة والرضا إنما هي مشاريع العدل على الأرض، والإنصاف والمساواة في العمل، والإحترام المطبق لقضية الحقوق، والإعتراف بإنسانية الناس وحريتهم وكرامتهم، وأنهم شركاء حاضراً ومستقبلاً وثروة وسياسة وأمناً وواجباً وحقوقاً.

نصيحتي للحكومة بأن تطلب مودة الشعب بتغيير سياستها وموقفها في التعامل معه، ومنطلقات هذا التعامل والرؤية التي يقوم عليها، والأهداف التي يرمي إليها، والأخلاقية التي يعتمدها، وتعترف للناس بحقوقهم وترعاها، وترفع عنهم سوط العذاب، وتكن لهم المحبة والمودة.

ولن يكون تعامل الشعب معها إلا من جنس هذا التعامل حين يكون. وأي حكومة تهتز علاقتها مع الشعب الذي تنتمي إليه، ينعكس عليها ذلك بحالة من استضعاف الحكومات الأخرى الصغيرة والكبيرة لها، وسياسة الاستغلال والابتزاز التي تمارس من الدول معها.

احترام الداخل يعطي احتراما في الخارج للحكومات، والتحصن بالداخل تحصن ضد الخارج، والتقوى بالداخل يعزز الموقع بالخارج، ومن نصح بظلم الشعب فقد غش، ومن أشار بعداء الشعب فقد ضر، ومن لم يبدي كلمة نصح صادقة فقد خذل.

صورة اخوكم جعفر الخابوري

بقلم جعفر عبد الكريم الخابوري

لمخدرات و عقاقير الهلوسة

كيف تحدث المخدرات تأثيرها ؟



عقاقير الفرفشة أو الهلوسة أو المخدرات توسيع الدماغ . تصنف في مجموعة حسب تركيبها الكيميائي الطبيعي ( مثل الحشيش و الأفيون ) أو الاصطناعية مثل ( إل . أس . دي ) ذات الأثر القوي على الدماغ . فدماغ الإنسان ( أو المخ ) يتكون من آلاف الملايين من الخلايا العصبية . و هذه الخلايا العصبية تشبه في شكلها الأصابع و لكنها دقيقة جداً لا ترى إلا تحت المجهر . و هي تنقل النبضات العصبية على هيئة تيار كهربائي من جزء معين من المخ إلى جزء آخر . و يتم الاتصال بين هذه الخلايا عبر فجوات أو ممسات عن طريق جزيئات كيميائية تعرف باسم المرسلات العصبية . و عندما تثبت هذه المواد الكيميائية عبر الممسات تحمل معها رسالتها العصبية فترسل إشارة من جديد إلى الخلية المجاورة ..

و هكذا تنتقل الإشارات .

و تمكن العلماء حتى الآن من اكتشاف أكثر من عشرين مادة كيميائية مختلفة من هذه المرسلات العصبية ، و لكل منها تركيب فريد يمكن تشبيههه بمفاتيح مختلفة كل " مفتاح " له مكان خاص أشبه " بالقفل " يستقبل عليه ، و لا يصلح له غير كمركز استقبال . و لقد تضاربت آراء المهتمين بكيفية تأثير هذه العقاقير على الدماغ . و يحاول كل منهم أن يدعم رأيه بالبرهان و التجربة . فيقول البعض أن هذه العقاقير توقف مرور التيارات العصبية عبر خلايا الدماغ بتأثيرها المباشر على واحد أو أكثر من المرسلات العصبية . مما يجعل الإنسان يشعر بحالة اللاوعي و عدم الادراك بما يدور من حوله .

و تقول نظرية أخرى أن عقاقير الهلوسة أو الفرفشة تؤثر بشكل مباشر على مادة " السيروتونين " الموجودة في الدماغ و الضرورية للحفاظ على اتزانه . فتتحد معها و تحولها إلى مركب جديد هو المؤثر المباشر على درجة اتزان الدماغ و هذه التفسيرات و إن اختلفت فهي تتفق على أن تأثير بعض عقاقير الهلوسة أو الفرفشة ( مثل الحشيش و الماريوانا و إل . أس . دي. ) عادة ما يكون مؤقتاً و يزول بزوالها ، كما يعتقد العلماء أن كمية المرسلات العصبية الموجودة في الدماغ و بقية أجزاء الجسم لها علاقة وثيقة بسلوك الأفراد ، فحينما يفرز الدماغ " أو الجهاز العصبي ككل " أكثر من اللازم أو أقل من اللازم من هذه المواد الكيميائية تبدء المشكلات السلوكية في الظهور . فالاكتئاب الشديد مثلاً يمكن أن يعزى إلى هبوط غير عادي في مستوى مرسلات عصبية معينة اسمها " أحادية الأمنيات " و هذا الهبوط قد تعزى أسبابه إلى زيادة نشاط خميرة " مونو أمين أوكسيداز " التي تسبب تحلله و تدميره . و المخدرات و العقاقير المهلوسة قد تتداخل بطريقة أو أخرى في تفاصيل هذه العملية . بحيث في النهاية تحاكي عمل المرسلات العصبية و تلتصق بالخلايا العصبية مزيلة بذلك حالات الاكتئاب .

و نود أن نؤكد أن مثل هذه العقاقير تتفاوت في درجة تأثيرها بين الأفراد ، حيث تختلف من شخص لآخر حسب بنيته الجسمية و الشخصية و مكوناتها و الرغبات الكامنة . و الجدير بالذكر أنه كثيراً ما يترتب على التداخل في علم الدماغ بواسطة هذه العقاقير نزول و هبوط في حاسة الجوع و الجنس و العطش عند الإنسان . و هي حالات مؤقتة تزول بعد فترة معينة تتفاوت حسب طبيعة المادة المخدرة و طبيعة الأشخاص .

و يعتقد بعض الناس أن استخدام عقاقير الهلوسة تعطيه دفعة قوية ابداعية في أي عمل يقوم به . فالرسام يعتقد أن خطوط ريشته أصبحت معبرة و جميلة .. و المغني يعتقد أن صوته أصبح أجمل .. و الكاتب صار يكتب عبارات من الذهب .. فلها فعل تخيلي و سحري في عقول الناس .. متناسين جميعهم أنها

لذات مؤقتة سوف تجلب إليهم التعاسة و الشقاء بالأجل القريب ..

· ظاهرة الإدمان

هناك خلط شائع و ارتباك بين عامة الناس على مفهوم الإدمان . لذا يلزم لنا التنويه عن هذه الظاهرة .

فالإدمان معناه التعود على الشيء مع صعوبة التخلص منه . و هذا التعريف لا ينطبق على كافة المخدرات و عقاقير الهلوسة و الفرفشة ، لذلك رأت هيئة الصحة العالمية في عام 1964م استبدال لفظ الادمان بلفظين آخرين أكثر دقة في المعنى و اللفظ ، فاستخدمت لفظي الاعتماد الفسيولوجي ( أو الصحي ) و الاعتماد السيكولوجي ( أو النفسي ) .

الأول يستخدم للدلالة عن أن كيمياء الجسم حدث بها تغيرات معينة بسبب استمرارية تعاطي المادة المخدرة ، بحيث يتطلب الأمر معه زيادة كمية المخدر دوماً للحصول على نفس التأثير ، و الانقطاع عن تعاطي المخدر دفعة واحدة أو على دفعات ينجم عنه حدوث نكسة صحية و آلاماً مبرحة قد تؤدي في النهاية إلى الموت ، و من أمثلة ذلك الأفيون و مستحضراته ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و الكحول ، و أقراص الباريتيورات المنومة .

أما الاعتماد السيكولوجي فيدل على شعور الإنسان بالحاجة التي العقاقير المخدرة لأسباب نفسية بحتة ، و التوقف عنها لا يسبب عادة نكسات صحية عضوية .. مثل عادة التدخين ، و تناول القهوة ، و الشاي ، و

الحشيش ، و الماريوانا ، و أقراص الأمفيتامين المنبهة ..

و لذلك لا يمكن أن نصف هذه الحالات جميعها ، من الوجهة العلمية بصفة الإدمان . و يمكن أن نفسر ظاهرة الاعتماد الفسيولوجي و هي من أخطر نتائج تعاطي المخدرات على الفرد و المجتمع . بأنها ترجع لأسباب دخول هذه السموم في كيمياء الجسم فتحدث تغييرات ملحوظة بها . ثم ما تلبث بالتدرج أن تتجاوب مع أنسجة الجسم و خلاياه . و بعدها يقل التجاوب لأن أنسجة الجسم تأخذ في اعتبار المادة المخدرة احدى مكونات الدم الطبيعية و بذلك تقل الاستجابة إلى مفعولها مما يظطر " المدمن " إلى الاكثار من كميتها للحصول على التأثيرات المطلوبة ، و هكذا تصبح المادة المخدرة بالنسبة إلى المدمن كالماء و الهواء للجسم السليم . فإن لم يستطع المدمن لسبب ما الاستمرار في تعاطيها ، تظهر بعض الأمراض التي تسمى بالأعراض الانسجابية ، و التي تتفاوت في شدتها و طبيعتها من شخص لآخر ، فمثلاً التوقف عن تعاطي المورفين تبدأ على شكل قلق عنيف و تدميع العيون ، و يظهر المريض و كأنه أصيب برشح حاد ، ثم يتغير بؤبؤ العين ، و يصاحب كل ذلك ألم في الظهر و تقلص شديد في العضلات مع ارتفاع في ضغط الدم و حرارة الجسم ..

بقلم جعفر عبد الكريم الخابوري

<المخدرات و عقاقير الهلوسة

أخطار المخدرات و عقاقير الهلوسة



علاوة على مشاكل الاعتماد الفسيولوجي و النفسي التي يصاب بها الشخص بعد فترة من تعاطيه العقاقير المخدرة ، هناك نكسات عضوية مميزة تتمثل في تدمير خلايا الجسم العصبية و الجسمية المختلفة ، مما يؤدي إلى تدمير أعضاء الجسم الداخلية ، كما أثبتت أبحاث الدكتور " أغوزكسيو " بجامعة واشنطن وجود اضطراب شديد في تركيب خيوط الكروموسومات الحاملة للصفات الوراثية ، و خاصة حدوث كسر في بعض أجزائها ، و هذا قد يتسبب عنه عيوب خلقية للأطفال من الأمهات و الآباء سبق لهم تعاطي هذه العقاقير بالإضافة إلى ذلك ، زيادة نسبة حوادث الاصابات أثناء العمل و حوادث السيارت ، و القتل و العنف و السرقة و الإجرام ، و حوادث الانتحار ... ، و هي في كثير من الحالات تعزى إلى تعاطي المخدرات و العقاقير المهلوسة . فكيف يمكن لسائق مثلاً و قد فقد جزء من إحساسه أن يقود سيارته؟! ، و كيف لعامل نجارة أو حداد أو كهربائي أن يستخدم أدواته دون قدرة على التركيز و التفكير ، فبذلك ارتفعت نسبة الحوادث أثناء العمل بنسبة مخيفة ، كما زادت حالات الانتحار بين الشباب بعد أن تحطمت العلاقات الأسرية و الزوجية بينهم ، و أصبحت العلاقات في طي النسيان ، و بما أن هذه العقاقير عادة ما تكون عالية السعر ، فيلجأ المدمن إلى السرقة و النهب حتى يحصل على المال ليشتري به هذه التفاهات

· خلايا الجسم و المخدرات

يتكون جسم الإنسان من مجموعة من الخلايا تتقاسم فيما بينها وظائف عديدة ، وظيفة حيوية للإنسان تقوم بها مجموعة من الخلايا المختصة مثل التنفس و الهضم ، خلال التفاعالات الكيميائية التي تقوم بها تلك الخلايا في الجسم في حالته الطبيعية ، أما تحت تأثير تعاطي المخدرات ، تنعكس تلك التفاعلات البيوكيميائية مما ينتج عنه انقلاب في الوظائف الحيوية للخلايا .

و على سبيل المثال : ما يحدث عند تبادل الأيونات الصوديوم و البوتاسيوم من داخل و خارج الخلية ، ففي الإنسان الطبيعي تصدر شحنات كهربائية تنتقل إلى أنسجة أخرى من الجسم لكي تتم الوظيفة مثل انقباض عضلات الصدر للتنفس ، أما في حالة إدمان المخدرات ، فيصبح من المتعسر على الخلايا استبدال الأيونات على الوجه الطبيعي ، مما يؤدي اضطراب في الخلايا مما يؤدي إلى اضطراب في عملية التنفس .

و إذا أردنا أن نبسط ما سبق نقول بإيجاز أن تعاطي المخدرت يحدث تثبيطاً أو إخماداً لخلايا الجسم العصبية المركزية مما يؤثر على وظائف القلب و الرئتين و الكبد و الكلية .. الخ

· خاتمة

و بعد أن تعرفنا على المخدرات و آثارها السيئة على الإنسان و المجتمع يجدر بنا أن ندق ناقوس الخطر ضدها و نقوم بمكافحتها ، و يجب على كل منا أن يوجه و يعرّف أصدقاءه و إخوانه على أضرار المخدرات و يحذرهم من الوقوع في براثنها ، وعليه أن يرشدهم لكي يكونوا شباباً صالحين يقوم على سواعدهم بناء مجتمعنا المتقدم علمياً و حضارياً لنواكب ركب الحضارة المتقدمة

و الله من وراء القصد ،،،

بقلم جعفر عبد الكريم الخابوري

شرب الخمر

قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون فقد نهى عز وجل في هذه الآية عن الخمر وحذر منها وقال النبي اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث فمن لم يجتنبها فقد عصى الله ورسوله واستحق العذاب بمعصية الله ورسوله قال الله تعالى ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزل تحريم الخمر مشى الصحابة بعضهم إلى بعض وقالوا حرمت الخمر وجعلت عدلا للشرك وذهب عبدالله بن عمرو إلى أن الخمر أكبر الكبائر وهي بلا ريب أم الخبائث وقد لعن شاربها في غير حديث وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله كل مسكر خمر وكل خمر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا ومات ولم يتب منها وهو مدمنها لم يشربها في الآخرة رواه مسلم وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله إن على الله عهدا لمن شرب المسكر أن يسقيه الله من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار وفي الصحيحين أن رسول الله قال من شرب الخمرة في الدنيا يحرمها في الآخرة ذكر أن مدمن الخمر كعابد الوثن رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال مدمن الخمر كعابد الوثن ذكر أن مدمن الخمر إذا مات ولم يتب لا يدخل الجنة روى النسائي من حديث ابن عمر أن رسول الله قال لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر وفي رواية ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث وهو الذي يقر السوء في أهله ذكر أن السكران لا يقبل الله منه حسنة روى جابر بن عبدالله أن رسول الله قال ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا ترفع لهم حسنة إلى السماء العبد الأبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى عنها والسكران حتى يصحو والخمر ما خامر العقل أي غطاه سواء كان رطبا أو يابسا أومأكولا أو مشروبا وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله لا يقبل الله لشارب الخمر صلاة ما دام في جسده شيء منها وفي رواية من شرب الخمر لم يقبل الله منه شيئا ومن سكر منها لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب ثم عاد كان حقا على الله أن يسقيه من مهل جهنم وقال رسول الله من شرب الخمر ولم يسكر أعرض الله عنه أربعين ليلة ومن شرب الخمر وسكر لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا أربعين ليلة فإن مات فيها مات كعابد وثن وكان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار القيح والدم وقال عبدالله بن أبي أوفى من مات مدمنا للخمر مات كعابد اللات والعزى قيل أرأيت مدمن الخمر هو الذي لا يستفيق من شربها قال لا ولكن هو الذي يشربها إذا وجدها ولو بعد سنين ذكر أن من شرب الخمر لا يكون مؤمنا حين يشربها عن أبي هريرة عن النبي لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد أخرجه البخاري وفي الحديث من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه وفيه من شرب الخمر ممسيا أصبح مشركا ومن شربها مصبحا أمسى مشركا وفيه عن النبي أنه قال إن رائحة الجنة لتوجد من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها عاق ولا منان ولا مدمن خمر ولا عابد وثن وروى الإمام أحمد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم ومن مات وهو يشرب الخمر سقاه الله من نهر الغوطة وهو ماء يجري من فروج المومسات أي الزانيات يؤذي أهل النار ريح فروجهن وقال رسول الله إن الله بعثني رحمة وهدى للعالمين بعثني لأمحق المعازف والمزامير وأمر الجاهلية وأقسم ربي تعالى بعزته لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من الخمر إلا سقيته مثلها من حميم جهنم ولا يدعها عبد من عبيدي من مخافتي إلا سقيته إياها في حظائر القدس مع خير الندماء ذكر من لعن في الخمر روى أبو داود أن رسول الله قال لعنت الخمر بعينها وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها ورواه الإمام أحمد من حديث ابن عباس قال سمعت رسول الله يقول أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وشاربها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها ومستقيها ذكر النهي عن عيادة شربة الخمر إذا مرضوا وكذلك لا يسلم عليهم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لا تعودوا شراب الخمر إذا مرضوا قال البخاري وقال ابن عمر لا تسلموا على شربة الخمر وقال لا تجالسوا شراب الخمر ولا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم وإن شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسودا وجهه مدلعا لسانه على صدره يسيل لعابه يقذره كل من رآه وعرفه أنه شارب خمر قال بعض العلماء إنما نهى عن عيادتهم والسلام عليهم لأن شارب الخمر فاسق ملعون قد لعنه الله ورسوله كما تقدم في قوله لعن الله الخمور وشاربها الحديث فإن اشتراها وعصرها كان ملعونا مرتين وإن سقاها لغيره كان ملعونا ثلاث مرات فلذلك نهى عن عيادته والسلام عليه إلا أن يتوب فمن تاب تاب الله عليه ذكر أن الخمر لا يحل التداوي بها عن أم سلمة رضي الله عنها قالت اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز فدخل علي رسول الله وهو يغلي فقال ما هذا يا أم سلمة فذكرت له أني أداوي به ابنتي فقال رسول الله إن الله تعالى لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها ذكر أحاديث متفرقة رويت في الخمر من ذلك ما ذكره أبو نعيم في الحلية عن أبي موسى رضي الله عنه قال أتي النبي بنبيذ في جرة له نشيش فقال اضربوا بهذا الحائط فإن هذا شرب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر وقال رسول الله من كان في صدره آية من كتاب الله وصب عليها الخمر يجيء يوم القيامة كل حرف من تلك الآية فيأخذ بناصيته حتى يوقفه بين يدي الله تبارك وتعالى فيخاصمه ومن خاصمه القرآن خصم فالويل لمن كان القرآن خصمه يوم القيامة وجاء عن النبي ما من قوم اجتمعوا على مسكر في الدنيا إلا جمعهم الله في النار فيقبل بعضهم على بعض يتلاومون يقول أحدهم للآخر يا فلان لا جزاك الله عني خيرا فأنت الذي أوردتني هذا المورد ويقول له الآخر مثل ذلك وجاء عن النبي أنه قال من شرب الخمر في الدنيا سقاه الله من سم الأساودة شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تساقط لحمه وجلده يتأذى به أهل النار ألا وشاربها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها شركاء في إثمها لا يقبل الله منهم صلاة ولا صوما ولا حجا حتى يتوبوا فإن ماتوا قبل التوبة كان حقا على الله أن يسقيهم بكل جرعة شربوها في الدنيا من صديد جهنم ألا وكل مسكر خمر وكل خمر حرام ويدخل في قوله كل مسكر خمر الحشيشة كما سيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى روي أن شربة الخمر إذا أتوا على الصراط يتخطفهم الزبانية إلى نهر الخبال فيسقون بكل كأس شربوها من الخمر شربة من نهر الخبال فلو أن تلك الشربة تصب من السماء لأحرقت السماوات من حرها نعوذ بالله منها ذكر الآثار عن السلف في الخمر ذكر ابن مسعود رضي الله عنه قال إذا مات شارب الخمر فادفنوه ثم اصلبوه على خشبة ثم انبشوا عنه قبره فإن لم تروا وجهه مصروعا عن القبلة وإلا فاتركوه مصلوبا وعن الفضيل بن عياض أنه حضر عند تلميذ له حضرته الوفاة فجعل يلقنه الشهادة ولسانه لا ينطق بها فكررها عليه فقال لا أقولها وأنا بريء منها فخرج الفضيل من عنده وهو يبكي ثم رآه بعد مدة في منامه وهو يسحب به إلى النار فقال له يا مسكين بم نزعت منك المعرفة فقال يا أستاذ كان بي علة فأتيت بعض الأطباء فقال لي تشرب في كل سنة قدحا من الخمر وإن لم تفعل تبقى بك علتك فكنت أشربها في كل سنة لأجل التداوي فهذا حال من يشربها للتداوي فكيف حال من يشربها لغير ذلك نسأل الله العفو والعافية من كل بلاء وسئل بعض التائبين عن سبب توبته فقال كنت أنبش القبور فرأيت فيها أمواتا مصروفين عن القبلة فسألت أهليهم عنهم فقالوا كانوا يشربون الخمر في الدنيا وماتوا من غير توبة وقال بعض الصالحين مات لي ولد صغير فلما دفنته رأيته بعد موته في المنام وقد شاب رأسه فقلت يا ولدي دفنتك وأنت صغير فما الذي شيبك فقال يا أبتي دفن إلى جانبي رجل ممن كان يشرب الخمر في الدنيا فزفرت جهنم لقدومه زفرة لم يبق منها طفل إلا شاب رأسه من شدة زفرتها نعوذ بالله منها ونسأل الله العفو والعافية مما يوجب العذاب في الآخرة فالواجب على العبد أن يتوب إلى الله تعالى قبل أن يدركه الموت وهو على أشر حالة فيلقى في النار نعوذ بالله منها فصل والحشيشة المصنوعة من ورق القنب حرام كالخمر يحد شاربها كما يحد شارب الخمر وهي أخبث من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة وغير ذلك من الفساد والخمر أخبث من جهة أنها تفضي إلى المخاصمة والمقاتلة وكلاهما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة وقد توقف بعض العلماء المتأخرين في حدها ورأى أن أكلتها تعزر بما دون الحد حيث ظنها تغير العقل من غير طرب بمنزلة البنج ولم يجد للعلماء المتقدمين فيها كلاما وليس كذلك بل أكلتها ينشون ويشتهونها كشراب الخمر وأكثر حتى لا يصبروا عنها وتصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة إذا أكثروا منها مع ما فيها من الدياثة والتخنث وفساد المزاج والعقل وغير ذلك لكن لما كانت جامدة مطعومة ليست شرابا تنازع العلماء في نجاستها على ثلاثة أقوال في مذهب الإمام أحمد وغيره فقيل هي نجسة كالخمر المشروبة وهذا هو الاعتبار الصحيح وقيل لا لجمودها وقيل يفرق بين جامدها ومائعها وبكل حال فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله من الخمر المسكر لفظا ومعنى قال ابو موسى يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع وهو من العسل ينبذ حتى يشتد و المزر وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد قال وكان رسول الله قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه فقال كل مسكر حرام رواه مسلم وقال ما أسكر كثيره فقليله حرام ولم يفرق بين نوع ونوع لكونه مأكولا أو مشروبا على أن الخمر قد يصطنع بها يعني الخبز وهذه الحشيشة قد تذاب بالماء وتشرب والخمر يشرب ويؤكل والحشيشة تشرب وتؤكل وإنما لم يذكرها العلماء لأنها لم تكن على عهد السلف الماضي وإنما حدثت في مجيء التتار إلى بلاد الإسلام وقد قيل في وصفها شعرا فآكلها وزارعها حلالا فتلك على الشقي مصيبتان فوالله ما فرح إبليس بمثل فرحه بالحشيشة لأنه زينها للأنفس الخسيسة فاستحلوها واسترخصوها قل لمن يأكل الحشيشة جهلا عشت في أكلها بأقبح عيشه قيمة المرء جوهر فلماذا يا أخا الجهل بعته بحشيشه حكاية عن عبدالملك بن مروان أن شابا جاء إليه باكيا حزينا فقال يا أمير المؤمنين إني ارتكبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة قال وما ذنبك قال ذنبي عظيم قال وما هو فتب إلى الله تعالى فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات قال يا أمير المؤمنين كنت أنبش القبور وكنت أرى فيها أمورا عجيبة قال وما رأيت قال يا أمير المؤمنين نبشت ليلة قبرا فرأيت صاحبه قد حول وجهه عن القبلة فخفت منه وأردت الخروج وإذا أنا بقائل يقول في القبر ألا تسأل عن الميت لماذا حول وجهه عن القبلة فقلت لماذا حول قال لأنه كان مستخفا بالصلاة هذا جزاء مثله ثم نبشت قبرا آخر فرأيت صاحبه قد حول خنزيرا وقد شد بالسلاسل والأغلال في عنقه فخفت منه وأردت الخروج وإذا بقائل يقول لي ألا تسأل عن عمله ولماذا يعذب فقلت لماذا فقال كان يشرب الخمر في الدنيا ومات من غير توبة والثالث يا أمير المؤمنين نبشت قبرا فوجدت صاحبه قد شد بالأرض بأوتار من نار وأخرج لسانه من قفاه فخفت ورجعت وأردت الخروج فنوديت ألا تسأل عن حاله لماذا ابتلي فقلت لماذا فقال كان لا يتحرز من البول وكان ينقل الحديث بين الناس فهذا جزاء مثله والرابع يا أمير المؤمنين نبشت قبرا فوجدت صاحبه قد اشتعل نارا فخفت منه وأردت الخروج فقيل ألا تسأل عنه وعن حاله فقلت وما حاله فقال كان تاركا للصلاة والخامس يا أمير المؤمنين نبشت قبرا فرأيته قد وسع على الميت مد البصر وفيه نور ساطع والميت نائم على سرير وقد أشرق نوره وعليه ثياب حسنة فأخذتني منه هيبة وأردت الخروج فقيل لي هلا تسأل عن حاله لماذا أكرم بهذا الكرامة فقلت لماذا أكرم فقيل لي لأنه كان شابا طائعا نشأ في طاعة الله عز وجل وعبادته فقال عبدالملك عند ذلك إن في هذا لعبرة للعاصين وبشارة للطائعين فالواجب على المبتلى بهذه المعائب المبادرة إلى التوبة والطاعة جعلنا الله وإياكم من الطائعين وجنبنا أفعال الفاسقين إنه جواد كريم